أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ​الشيخ علي الخطيب​، إلى أنّ "​المجتمع اللبناني​ بأغلبيته الساحقة متعلق بقيمه الروحية والاجتماعية التي وإن كان في بدايتها قد ورثها من الآباء والأجداد وبُني عليها لبنان، ولكنه أيضًا كان باختيار منهم وليس أمراً مفروضاً عليهم، بل ربما يُفهم من هذه الثقافة أنها ثقافة موروثةٌ ومفروضة على المجتمع ومفروضة على الأجيال".

كلام الخطيب جاء خلال إقامة اللقاء التنسيقي لصون الأسرة والقيم، في مقر المجلس، حفل توقيع كتاب أسرة بلا تربية لمؤلفه الشيخ محمد أحمد حجازي، بحضور ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المونسنيور عبدو ابو كسم، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ بلال الملا، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى الشيخ سامي عبد الخالق، ممثل السفير الإيراني في لبنان مهدي نبيوني.

ولفت الخطيب إلى أنّ "هناك محاولات من أجل تخريب هذه البيئة وتخريب هذا البلد وتخريب هذه الأجيال لأهداف خطيرة تهدف إلى ضرب مجتمعاتنا وما فيها من مقومات قيمية فاضلة، تعمل على اللحمة بين أبناء المجتمع الواحد التي أساسها الأسرة والتي منها تبدأ الأسرة، ونحن جميعًا ندرك ما لهذه الأسرة من أهمية لأنها هي النقطة المركزية لأي مجتمع من المجتمعات وإذا كانت هذه الأسرة سليمة سيكون هذا المجتمع حينئذٍ سليماً، وإذا كانت الأسرة مترابطة سيكون المجتمع مترابطاً".

وأكّد أنّ "جميع الأديان تشترك في أمر واحد هو القيم المعنوية و​القيم الروحية​ التي هي عبارة عن الكوابح التي تقف أمام أن تشط الغرائز في الإنسان وتدفعه إلى ما لا يُحمد عقباه إلى الفساد وإلى الخراب، ويحاول أعداؤنا وأعداء مجتمعنا ضرب هذه القيم الروحية التي يتمتع فيها مجتمعنا من كل الطوائف، فيُعمل على ضربها لأنها هي نقطة القوة الأساسية التي نستطيع من خلالها الحفاظ على وحدة أسرتنا وعلى وحدة بيئتنا وعلى وحدة مجتمعنا وعلى وحدة بلدنا، وأي أمة من الأمم تخلو من القيم التي تجتمع عليها حينئذ هذه البيئة ستكون بيئةً غير صالحة بيئة للفساد و للخراب ولن يكون هناك بلد ولن يكون هناك وطن، ولقد إستطعنا من خلال هذا التاريخ الطويل أن نقف أمام عوامل التحديات التي واجهتنا و إستطعنا أن نجتازها بهذه القيم الروحية الأساسية".

بدوره، القى المونسنيور ابو كسم مداخلة رأى فيها "أننا في لبنان أسسنا هذا الملتقى اللبناني لصون الأسرة والقيم وهو عابر للطوائف ولكن يتعاون مع كل المؤسسات التي تعتني بالأسرة، وهنالك مسؤولية مشتركة بين الأهل وبين الدين، الدين هو الذي يحفظ للعائلة أهميتها وخصوصيتها، هذه التنشئة التي تحصل في المنزل هي مسؤولية الأهل (الأم والأب) من جهة، ومن جهة ثانية هي مسؤولية الكنيسة والجامع والحسينية وكل الجمعيات الدينية، ويجب أن يكون هناك تعاون مشترك، واذا كان الأهل غير مؤمنين عبثاً أن يجعلوا من عائلتهم بيئة مؤمنة، نحن نسميها كنيسة بيتية، العائلة هي كنيسة بيتية، فيها نعلم الصلاة والاخلاق والآداب والقيم والتمسك بالجذور والعادات والتقاليد اللبنانية، العائلة هي مدرسة بيتية وكنيسة بيتية، والدور الثاني هو للمدارس التي يجب أن تولي أهمية للتربية الدينية".

وقال أبو كسم: "لا أخفيكم أننا في كل عام نقف جميعًا في وجه عادات وتقاليد وشواذات وأفكار تضرب المجتمع اللبناني ك​المثلية الجنسية​ والتحرر تحت ستار الحرية التي هي التفلت وغيرها، نحن نعمل مع الدولة في المنهج التربوي حتى لا يمر أي شيء من هذه الأفكار المندسة من خلال المناهج لكي لا تأخذ أولادنا الى أماكن غير سليمة".

وذكر أنّه "علينا مسؤوليات كبيرة، قالوا لنا أن هناك الكثير من الجمعيات سيوقفوا عنها الدعم اذا لم تفتح المجال لبثّ أفكار غريبة عن مجتمعنا كالمثلية وغيرها، نحن نحارب وندافع عن القيم وينعتوننا بالتخلّف ونحن في الواقع المتقدمين في الفكر ونرفع الإنسان للأنسنة وهم يأخذوه لطبع حيواني بلا قلب ولا فكر، ولذلك يجب أن لا نتخلى عن مسؤولياتنا في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتناـ ويجب أن نكون مع الدولة في سنّ قوانين تمنع كل أشكال التفلّت الأخلاقي، وأتمنى لصديقنا الشيخ محمد حجازي كل النشاط وأتمنى لعائلاتنا أن يظلوا واعيين ومتمسكين بالدين والأخلاق لنبني مجتمعاً منيعاً وبنّاءً ومبدعاً، مجتمع يعرف معنى الإنسانية".